الطموح في نهج اللامستحيل

يمكن وصف مفردةِ الطموح بالسحرية، فهي تمثّل السعي نحو الارتقاء والتّقدم وتحقيق الذات، بعيدًا عن الركون إلى الواقع الذي قد لا يتوافق مع ما نرغب فيه، خاصة عند ارتباط هذا الطموح بنهج اللامستحيل، حيث يمكن تحقيق كل الآمال والتوقعات.

يجتهد الإنسانُ الطموحُ ذو الأهداف الواضحة القوية المبنية على القراءة الصحيحة للواقع، والمعرفة السليمة والفكر المتين، لينمِّي نفسه، فيضع خطة واضحة، يحقق من خلالها طموحاته، مجتهدًا مقاومًا، حتى وإن بدا ما يرغب في الوصول إليه ضرباً من ضروب المستحيل، كما قد يظن ذلك أقرانه أو الآخرون ممّن يتشاركون معه الوضع ذاته.

مع الطموح الواضح والتصميم والعزم يستطيع الإنسان أن يُزِيْحَ مفردة المستحيل، فلا تعاود الظّهور في حياته. ومع إيمانه بالأهداف والعزيمة القوية والإرادة والثّقة، يمكنه أن يكسر وهم المستحيل، متجاوزًا الغياب إلى الحضور الناجح، فيعانق بذلك أهدافه وأحلامه.

إلّا أنّ عليه قبل ذلك، أن يتحلّى بالصبر وتحمل المشاق، والإيمان بالهدف، والإرادة القوية، والقيم الأخلاقية الحميدة. ويبقى الصبر أوّل صفات الإنسان الطموح، فالأحلام لا تتحقّق بين ليلة وضحاها، وإنما تحتاج إلى الكثير من الجدّ والاجتهاد والتخطيط السليم والمعرفة المعمَّقة، ومجالسة الناجحين، وتطوير الذات.

وليست القيم الأخلاقية الحميدة بالبعيدة من ضمان نقاء الهدف ونفعه للفرد والمجتمع، ذلك أنّ النجاح يجب أن يقاس بأثره على سعادة المجتمع، بحيث يصبّ الطموح الشخصي في مصلحة ومنفعة الجميع.

أما الأهداف نفسها فمن الصواب أن تكون قابلة للتحقيق، وليست وهمية غير مبنية على أساسٍ مدروسٍ تنطلق منه، فالإنسان الطموح يسعى ويجتهد ليبلغ ما يصبو إليه، ويستمتع بعمله في أثناء ذلك، واضعًا عبارة: "لا مستحيل مع الطموح." نصب عينيه.