الإمارات مجتمع متسامح ومترابط
تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجًا متفردًا كدولةٍ حديثةٍ تقوم على مفاهيم متعددة لقيم التسامح المجتمعي، وكافة مفردات العدل والمساواة التي جعلت منها مجتمعًا متلاحمًا مترابطًا، يسير وفق خطة واضحة وجليّة، إذ يكمن تفرد المجتمع الذي عملت دولة الإمارات على ترسيخ أركانه، في عدد من العوامل على رأسها نشر التسامح واحترام الثقافات والعادات والتقاليد، في إطارٍ يحفظ لكلّ فردٍ سماته الخاصة، ويضمن له في الوقت نفسه الحفاظ على كرامته واحترامه.
كما يمثّل التراحم والتكافل بين أفراد المجتمع قيمةً أصيلةً متوارثة عن الأجداد، تسعى الدولة دائمًا إلى تقنينها وتمكين المؤسسات التي تسهم في ترسيخها، لتكون بذلك علامة بارزة مميِّزةً لجميع أفراد المجتمع الإماراتي.
لقد ظلّ الترابط قيمة عليا منذ قيام الدولة، تعاهد المؤسسون عليها، وبذلوا الغالي والنفيس رغبةً في توطيدها، فهي الأصل الذي انطلقت منه دولة الاتّحاد ومجتمع الإمارات بكبيره وصغيره، فلم يؤثر دخول التّقنية عليها، بل زاد في ترسيخها والتأكيد على ضرورتها لتحقيق التّقدم والتنمية المستدامة.
وإذ كان الاتفاق على الترابط والتراحم حجر الزاوية في تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة، ومجتمعها الذي تطور ونما وتقدم تقدمًا كبيرًا، ليصبح من المجتمعات المرموقة عالميًا، فقد زاد هذا الترابط بين الناس مع الزيادة الكبيرة في المؤشرات الإنسانية كافّة، وهو الأمر الذي يقود إلى مزيد من الترابط والتلاحم بين أفراد المجتمع الواحد.
ولأنّ الأساس هو النهوض بالمجتمع دون المساس بقيمه الأصيلة؛ تظلّ هذه الركيزة التي اتكأت عليها مسيرة التطور أساسًا يوطّد قيم التعاون والتسامح، بما يحفظ العادات والتقاليد والموروثات العظيمة المستمدة من الآباء والأجداد، لتشكّل جذورًا قويةً تربط الناس معًا، وتربط مجتمع الإمارات بماضيه العريق، وحاضره المتفرد، ومستقبله الزاهر.
بالإضافة إلى ذلك فإنّ الاهتمام بالتراث والحضارة ضرورةٌ لا يمكن الاستغناء عنها للحفاظ على كينونة المجتمع، وهو ما تسعى إليه الدولة من خلال مختلف المجهودات التي تقدّمها لدعم أفراد المجتمع، الذين يحرصون دائمًا على صون ما حصدوه، حفاظًا على الامتداد الطبيعي لما كانت عليه حياة آبائهم وأجدادهم السابقين، ولإيمانهم بارتباط القيم الإنسانية القائمة على التسامح والاحترام والتعاون والتلاحم المجتمعي المتين.
يستحق مجتمع الإمارات، وكلّ مجتمع يحافظ على هذه القيم الأصيلة، أن يكون في طليعة المجتمعات المُحتذى بها في مجالات التسامح والترابط؛ لما لهذه القيم من أثر بالغ يساعد على تحقيق معادلة التوازن المجتمعيّ، والتقدّم والترابط المنشودين، وفق الرؤى الأكثر عمقًا وفائدة.