التسامح الاجتماعي
يعدّ التسامح الاجتماعي مفهومًا شاملًا يعكس كافة القيم والتطبيقات الاجتماعية السمحة، التي تنعكس على سلوك أفراد المجتمع، بما يضمن حصولهم جميعًا على الأمن والسلم الاجتماعي الشامل، تحت مظلةٍ تسع الجميع، وتضمن لكلّ فردٍ حقوقه ومستقبله.
إضافةً إلى ذلك، يمثّل التسامح المجتمعيّ حالةً فريدة تجمع بين مزايا العيش الكريم، والأخلاق الحميدة في التعامل واحترام الآخر، وتقديره وتثمين ما يقدمه للمجتمع من عطاء، ممّا يوفّر لكافة أفراد المجتمع البيئة الآمنة والمناسبة للعيش وتربية الأجيال المقبلة.
وإنّ من أهم ما يتضمنه التسامح الاجتماعي، الحرص على حسن تنشئة الأبناء، وحثّهم على أخلاق التسامح وتطبيقها في التعاملات المختلفة، وتشمل هذه التنشئة البيئةَ المدرسيةَ، حيث يجب أن تشتمل المناهج الدراسية على تعريف الأطفال على أهمية قيمة التسامح وضرورتها للفرد والمجتمع، إلى جانب البرامج والمشروعات العملية التي تساعد على تطبيق هذه المفاهيم والقيم، ممّا يهيّئ أطفال اليوم لحمل هذه القيم في تعاملاتهم وتفاعلهم مع الآخر مستقبلًا.
ولا شكّ أن تطبيق قيم التسامح الاجتماعي بين مختلف أفراد المجتمع يسهم في ترسيخ الاحترام المتبادل وتقدير الأفكار والمعتقدات والتجارب المختلفة، وبذلك يكون كل فرد محل تقدير واحترام، حيث يرتبط مفهوم التسامح الاجتماعي بمفهوم الأخلاق، التي تُسْتَمَدُّ من التربية الفردية والمجتمعية، ولا بدّ من الإشارة هنا إلى التباين الذي تتمتع به المجتمعات البشرية؛ نظرًا للفروق الثقافية والفردية، وهو ما يؤكّد على ضرورة ترسيخ هذه القيم؛ لتعديل وتقويم أي سلوكيات تتنافى مع ما يدعو إليه التسامح الاجتماعيّ.
إنّ المجتمعات التي تعمل على توطين وترسيخ مفاهيم وقيم التسامح بين أفرادها؛ تنعم بحياةٍ كريمةٍ هادئةٍ لا تعرف سوى الإنتاج والجودة والتعاون بين أفرادها، وبالتالي الوصول إلى أكبر قدرٍ من الأمن النفسي والاجتماعي، حيث يعتبر التسامح في هذه الحالة الأساس الأهمّ لبناء المجتمعات الحديثة، فهو الهدف والوسيلة، إذ بالوصول إليه يرتقي المجتمع، ومن خلاله يحصل كلّ فردٍ على حياة كريمة، فيكتمل بذلك الأمن والتقدير الشخصي والمجتمعيّ.